الصفحة الرئيسة

رِسالَةٌ فِي بَيانِ مَعْنَى الإِسْلام مِنَ الكِتابِ والسُّنَّة – عَلَى طَرِيقَةِ أَهْلِ الأَثَر

اضغط هنا لتحميل الكتاب على صيغة pdf

فهرس الموضوعات

fihris_04-02-1442

فهرس أسماء المصنفين والمصادر – مرتبة على سنة وفاة المؤلف

masaadir_04-02-1442

عن هذا الموقع

يُعرَض في هذا الموقع حاليّاً هذا الكتاب فَحسب ولا أنوي في المستقبل القريب أن أكتب أو أنشر شيئاً جديداً.

كلمة عن مؤلَّفاتي القديمة

قبل أكثرَ من عشرِ سنوات بدأتُ بالكتابة في مسائلَ مهمّةٍ في دين الله تعالى لأنّي رأيت هذا حينئذٍ أمراً يُحتاج إليه، وقد كتبت كما يعلم كثير من القرّاء والزوّار لهذا الموقع عدداً من الكتب والرسائل في مواضيع مختلفة، منها ما رُفع في هذا الموقع ومنها ما طُبع ونشر في بلاد مختلفة.

ثم ظهَر لي سنةً بعد سنةٍ أنّ مكتوباتي هذه بحاجة إلى تحريرٍ كثير وتنقيح في مواضع عدّة، حتى توصّلت إلى القناعة أنّها لا تصلح للنشر البتّة، وما زلت أرى ذلك. وبدأ هذا يتبيّن لي قبل خمس سنوات أو تزيد، إلّا أنّي لأسباب قاهرة شاء الله وقوعها لم أتمكّن من مراجعة تلك المكتوبات ولا من الإشارة إلى ما أقوله هاهنا.

لذا أرى لازماً أن أعلن هاهنا الآن أنّي راجعٌ عن كلّ ما كتبته باللغة العربيّة قبل يومي هذا، فهو كلّه لا يصلح للنشر على الهيئة التي أُلّف عليها، بل يَحتاج إلى تغييرٍ كثيرٍ قبل ذلك، والاستعداد في الأصل موجود أن أراجع المؤَلّفات إن شاء الله تعالى، إلّا أنّ الوقت ضيّق والظروف صعبة والقدرة محدودة. لكن قد تمّ ممّا ذُكر إلى الآن إصدار الكتاب الذي هو معروض للتحميل في أعلى هذه الصفحة، فأسأل الله أن ينفع به القرّاء.

وأهمّ ما في تلك الكتب والرسائل من الخلل ما يلي:

• أدخلت في هذه الكتب مسائل أرى اليوم الأولى أن تُخرج وأن تُفرد في مؤلَّفات خاصّة، منعاً لتداخل الكلام الذي لا يفيد.

• هناك بعض المسائل التي لا أقول فيها اليوم ما قلته سابقاً أو لا أرى عرضها بمثل ذلك الأسلوب، وهذه وإن لم تكن أصل الموضوع لكنّها ظهرت في أثناء الكتاب هنا وهناك، ولا أرضى أن يكون في ما أنشره بين الناس ما لا أراه اليوم، مهما كان.

• حتى قبل سنوات كثيرة كنت حريصاً أن لا أذكر في مقام الاستدلال شيئاً من كلام المتأخّرين، لذا شدّدت في الأمر واقتصرت على ذكر الدليل من الكتاب وسنّة النبيّ صلى الله عليه وسلم فحسب، وهذا قد أعجب أقواماً وأنكره أقوام آخرون لعدم ذكري للمتأخّرين. ومع ذلك قد ذكرت في مواضع قليلة من تلك الكتب أقوالاً لبعض المتأخّرين، وهذا كاد أن يكون في جميع الأحوال ليس في معرض الاستدلال، وهو كما ذكرت أمر تعمّدته.

ولكنّي أرى الحاجة الآن أمسّ من ذي قبل إلى الاقتصار على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام المتقدّمين الذين رووا هذا الدين في القرون الأولى، مَن حسُن اعتقاده منهم، فنالوا الإمامة في الدين وحفظه الله لنا بهم.

• كان من ذلك أن ذكرت في مواضع قليلة كلاماً لأناس ساء اعتقادهم من المتأخّرين، جهلاً منّي بحالهم وبمؤلّفاتهم، وإحساناً للظنّ بهم، وكان ذلك في بيئة يثني فيها كلّ من أخذتُ منهم علماً في بلادٍ مختلفةٍ – ومنهم طوائف تدّعي اتّباع السلف والتزام الأثر – على كلّ أحد من أولئك المتأخّرين، مهما كان في كلامهم من فساد ومخالفة لدين الأوائل. فلعلّ من أولئك الذين نقلتُ عنهم نادراً جهميّ معطّل ومتلبّس بالشرك الأكبر وهكذا، فكان لزاماً إخراج هؤلاء إخراجاً تامّاً.

• مع إجلال مقام السلف ومعرفة تقدّمهم في كل خير من علمٍ وحكمةٍ وعملٍ لم أذكر كلامهم آنذاك إلّا قليلاً، ولم يكن ذلك استهانةً بشأنهم أو استغناءً عن كلامهم، لكن كان غالباً لرغبة أن أجعل الكلام مختصَراً سهلاً لعامّة الناس – وقد استحسن الكثير سهولة الكلام في تلك الكتب. فلمّا كانت هذه الأصول مقرّرةً في كتاب الله مكرّرةً – مثل بيان معنى الإسلام وحقيقته – رأيت عدم ذكر كلام السلف تسهيلاً لعامّة القرّاء، لا كراهةً له كما قد يريد أن يفهمه من خبُث طبعه.

هذا مع ملحوظة أنّ كلام الأئمّة في تفاسيرهم مثل ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى جاء بمثل ما كتبتُ – في تقرير معنى الإسلام مثلاً – حذوَ النعل بالنعل، ويظهر ذلك جليّا في الكتاب المعروض في أعلى هذه الصفحة.

ويُضاف إلى ما ذُكر ما لم أعلم من كلام السلف أصلاً أو لم أفهم حقيقته لاشتغال جميع الناس بكلام المتأخّرين واستغنائِهم به كما ذكرت فوق.

_____

هذا أهمّ ما أردتُ التنبيهَ إليه. فلا يُنسبْ إليّ شيء مما كتبتُه سابقاً، بل يُنظر هل هناك كلام مراجع جديد، وإن لم يكن فلا ينبغي أن يُنسب إليّ شيء، ومَن أنا حتى يُنظَر إلى قولي أصلاً. ولا أنصح بقراءة شيءٍ من مكتوباتي القديمة ولا بنشره، بل ينظر فيما هو خير منه من كلام السلف أنفسهم وينتظر حتى أتمكّن من كتابة نصوص جديدة، إن أمكن تحقيق ذلك، مع ما ذُكر فوق من أني لا أنوي في الحال أو في المستقبل القريب كتابة أي شيء جديد.

ولْيُعلم أخيراً أنّي – إن شاء الله – لم أؤلِّف تلك الكتب ابتداءً ظنّاً أنّي آتي بشيءٍ جديد لم أُسبَق إليه ولكوني عالماً وما إلى ذلك. ليس الأمر كذلك في شيء. إنّما أردت أن أصوغه بصيغة سهلة تيسيراً للناس في هذا الزمان. ولولا أنّي شرعت في الكتابة من قبل ما كتبت الآن حرفاً واحداً لعدم الصلاحية لذلك، ولو أكتب شيئا في المستقبل إن شاء الله تعالى ما يدفعني إلى ذلك  إلّا الحرصُ على تنقيَة ما صدر مني سابقاً.

فأسأل اللهَ أن يجعل الأمر خيراً وأن يتجاوز عنّي ما كان من خطأ وأن يغفر لي ذنوبي، آمين.

أَشكرُ القرّاء على اهتمامِهم، وفّقنا الله وإيّاكم لما يحبّه ويرضاه، آمين.

كتبه: أبو حمزة الأفغاني

في ذي الحجّة 1441 (2020م)